السبت، 1 يناير 2011

محطة كهرورملية

الموضوع أبعد من ذلك ويتعلق الدخول بالتنافس الحاد بإيجاد آلة صديقة للبيئة وتناسب دخل المواطن في الدول الفقيرة، فهذا المطلوب حالياً، يتابع مصاروة قائلاً:”هذه المحطة مصدر جديد للطاقة الكهربائية وهي رخيصة الثمن وصديقة للبيئة وربحها جيد، ويمكن أن تمتلكها الدول النامية والفقيرة، ولابد من الإشارة إلى أنَّ هذه المحطة غير موجودة في العالم أجمع”.وعن آلية عمل هذه المحطة قال مصاروة:”يشبه تصميم هذه المحطة تقريبا المحطات المائية التي تستعمل في الحالات الطارئة ولكن وضعتُ فيها 
حالتين وقمت بتطويرهما، وهما محطتان: محطة فوق الأرض ومحطة تحت الأرض التي تتميز بوجود بدء العمل فيها من دون وقود أو مصدر تغذية خارجي”. وعن الاختلاف بين هذه المحطة وغيرها من المحطات الأخرى الموجودة من(ماء، ورياح، والشمس..) قال مصاروة:”نعلم بأن النفط بحالة اضمحلال ونحن نحتاج يوميا وبشكل ومتزايد للطاقة لذلك نحتاج إلى مصادر جديدة، والمحطات المتجددة(الريحية والشمسية والمد والجزر) فيها بعض المشاكل، فالمحطة الشمسية نستفيد منها في النهار فقط أما في الليل فلاتوجد طاقة 
منتجة، أما المحطات المائية فلايوجد مكان لوضع محطات فيها بسبب استغلال جميع الأماكن والشح في المياه، أما هذه المحطة الكهرورملية فسوف تحقق نجاحا كبيرا فالرمال موجودة وبشكل كبير في العالم، وهي صديقة للبيئة، وفي الحالة الثانية تكون تحت سطح الأرض تتحمل المحطة درجات حرارة عالية تناسب درجة حرارة الأرض، لا كما حصل العام الماضي عندما انقطعت الكهرباء نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي أثرت على محطات التوليد، كما يوجد فيها ميزات كثيرة”. لكن ماذا عن دور الحكومة في كل ذلك؟ وماذا يطلب أحمد منها؟ يقول: “أتمنى من الحكومة أن تتبنى هذا الموضوع لأنها فكرة جديدة بحد ذاتها، ولا يوجد لها مثيل على سطح الأرض، هذا حتى يعرف العالم كله أن سورية بلد الاختراع والتحديث والتطوير”.ويضيف مصاروة أنه يوجد في جعبته اختراعان لمحطتين جديدتين غير المحطة الرملية مؤكداً أنهما لن يبصرا النور حتى يتبين مصير المحطة الأولى.

حل للأزمة الموجودةالدكتور محمد عمر ورد أستاذ القيادة في جامعة دمشق ورئيس مركز الإبداع والاختراع الشباب التقني، أشاد بأنَّ الاختراع يحل الأزمة الموجودة حالياً، وقال:”الاختراع أتى ضمن مضمار حل أزمة الطاقة الكهربائية المستفحلة سواء في سورية أم في العالم بشكل أساسي، حيث تمت الاستفادة من الطاقة الكامنة والحركية للرمال الناعمة في توليد الطاقة الكهربائية، ومن خلال بحثنا تبين أنه لايوجد حتى الآن اختراع مسجل مثل هذا لا في سورية ولا في العالم، وأعتقد أن هذا الاختراع سيكون له صدى كبير في مضمار الاختراعات في العالم”.وفيما يتعلق بالجدوى الاقتصادية للاختراع قال الدكتور ورد:”من حيث المبدأ لو كان هناك ربح 15 % من مردود هذه المحطة فهذا شيء جيد، وأعتقد أن المردود سيكونأكثر من ذلك، وكما أن هذه المحطة قابلة للتطوير لأننا عمليا نوجد شيئاً من لا شيء، وهي تعتبر من الطاقات المتجددة”.وعن براءة الاختراع قال الدكتور ورد:”الشيء الذي قدمه أحمد يستحق براءتي اختراع من حيث المبدأ لأن الفكرة الأولى هي ضخ الرمال من الأسفل إلى الأعلى، ومن ثم تطورت الفكرة إلى وضع المحطة تحت الأرض وهذا يوفر طاقة الضخ أو الرفع في المرحلة الأولى”.وختم الدكتور ورد حديثه بالقول:”هذه المحطة سوف تدرج ضمن المناهج العالمية حيث نستخدم هنا طاقة الرمال لتوليد الطاقة الكهربائية، ويجب الاستفادة من الفكرة وإخراجها إلى حيز الاستثمار العملي لأنها توفر ثمن 
الطاقة وكما تخفف فاتورة الكهرباء على المواطن”.
يخدم المناطق البعيدة
الدكتور حسين التينة نائب العميد للشؤون الإدارية أستاذ المحطات البخارية قال:”أعتبر أنَّ الاختراع الذي تقدم به أحمد هو إحدى الطاقات المتجددة والنظيفة دائماً وهذه الطاقات لايصدر عنها أي تلوث، فطاقة الرياح فيها تلوث الضجيج، وهذا الاختراع يخدم المناطق البعيدة عن مراكز المدينة مثل البادية، وهو أحد المصادر المستقبلية التي ستلاقي فعالية مباشرة فالطاقة الشمسية والرياح تكاليفهما عالية أما هذا المحطة المخترعة فقد تكون أقل تكلفة”.ويشير الدكتور التينة إلى واقع الكهرباء الموجود حاليا ويقول:”ولا يخفى على أحد أن جميع الاختصاصين في مجال الكهرباء يقولون إن أكبر عامل فقد موجود في الأسلاك أثناء جرها لمسافات بعيدة 
وهذه المحطة المخترعة تغنيك عن هذا العناء وتوقف هذا الهدر وتوفر فاقداً كبيراً جداً الذي يفقد عن طريق النقل”. 
ويعترف الدكتور بحقيقة استثمار عقول الشباب في سورية قائلاً:”للأسف الحكومة إلى الآن لم تستثمر العقول، وهذا الاختراع فكرة بحاجة إلى دعم وهذه الفكرة يمكن أن تتطور، ونحن في الكلية إمكانياتنا محدودة ولكن ما هو مطلوب من تسهيلات الكلية، جاهز”.
يتفق العالم كله على أنَّ الصحراء خطر بات يهدد حياة البشرية مع تنامي انتهاك حرمة البيئة، وذلك بالتزامن مع التطور الحاصل في التغيرات المناخية ومنعكاساتها على العالم أجمع في ظل التلوث الحاصل الآن، ولا يخفى على أحد أنَّ الدول اليوم تسعى جاهدة للحيلولة دون الوصول إلى أراضٍ جافة أو صحراوية وذلك بعد أن رفضت أقوى الدول صناعيا”الولايات المتحدة الأمريكية “ التصديق على بروتوكول كيوتو، ومحاربتها لما يسمى خطر التدهور البيئي، لكن ثمة هناك من يسعى لترك بصماته على التاريخ، وخاصة بعد أن نسمع بأن شاباً سورياً استطاع أن يغير ملامح العالم ويثبت حقيقة أن الصحراء تمتلك أعظم شيء تحتاجه البشرية اليوم”الطاقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق