لقد عرفنا ان الخطاب القرآني عن المصباح، يطال في وجه من الوجوه، المصباح الذي يزين سقف البيوت المعاصرة، نتقدم خطوة إلى الأمام، عندما نفهم تفاصيل توصيف المصباح في قوله تعالى: (المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)35/24، فالمصباح في زجاجة، اذ المصباح عند النظر إليه من بعيد يبدو كما يبدو الكوكب في صفحة السماء يتخذ الشكل النجمي، ثم يوضح الخطاب القرآني ههنا أن ذلك المصباح يتوقد من زيت شجرة في إشارة إلى (زيت) النفط المتكون من تحلل أشجار الغابات المطمورة في أعماق باطن الأرض منذ آلاف السنين. فاستوقد الانسان المعاصر بزيت النفط نيران المحركات في محطات توليد الطاقة الكهربائية فأضاءت المصابيح: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون)17/2.
كما يمكن فهم (الشجرة) التي يتوقد منها المصباح بوجه ثان، يفيد (شبكة الأسلاك الكهربائية) على مستوى المدينة، أو على مستوى البيوت التي تمتد فيها شبكة الكهرباء، فتنتشر الشبكة في ارضية المدينة كما تنتشر في جدران البيوت عند تسليك الغرف ومرافقها، فالشبكة في تشعباتها وامتداداتها تشبه الشجرة التي لها أصل ولها فروع، فالشبكة الكهربائية ذات صفة شجرية، تضيء وان لم تمسسها نار ...
كما يمكن أن نفهم (الشجرة) بما في داخل المصباح الكهربائي العادي من امتداد ينتهي بشكل يشبه الشجرة، يتوهج ليضيء دون أن تمسسه نار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق